لاشك أن المفاهيم التي كان ينظر بها إلى الأسرة قد تغيرت، لأسباب كثيرة اقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ ينظر اليوم بعين فاحصة إلى الأسرة الحديثة، ويتم التمعن في ديناميكية هذه الأسرة والصعوبات التي تواجهها، وينظر إلى دور الأم باعتبارها حجر الأساس في بناء الطفل و تربيته، وتحدد طبيعته وسلوكياته ومستوى ثقافته ومسلكه التربوي، فمتى تحقق الأم شروط الأمومة وتصبح أماً فاضلة بانية لجيل صالح قوي البنيان ؟
ولابد من التعريف بالأم الفاضلة والصالحة التي تعايش هذا الجانب من جوانب حياة الأسرة، وقد أجريت أبحاث كثيرة على أدوار الأم و تجربتها التربوية، وقد أعطى المحلل النفسي الإنجليزي الكبير وينكوت D.W.Winnicot وهو أحد رواد علم النفس الحديث حيزاً كبيراً في مؤلفاته لهذا التجربة البسيطة.
هناك ثلاثة عوامل مرتبطة بهذه التجربة، فلتكن تجربة الطفل المعاشة وتجربة الأم ثم تجربة الأب في المقام الثاني، ولنتوقف عند تجربة الأم المعاشة، التي تحت رعايتها ينتقل الطفل من مرحلة عدم التمييز إلى مرحلة البلوغ والتوافق مع الظروف والقدرة على التكيف بشكل مثالي وبطريقة مسئولة في جميع الأحوال، غير أننا نتحدث في كثير الأحيان عبر وسائل الإعلام عن تجربة الأم المعاشة، وذلك من خلال حديث مثالي، أو درامي قد يصل بهن الأمر إلى أن تنهار الأمهات تحت عبء مسئولياتهن أو شعورهن بالذنب.
ويكون نمو الطفل معقداً حيث إنه يعتمد على عدة عوامل (بيولوجية ونفسية اجتماعية) وأن الأمهات يمثلن بالتأكيد الأهمية الأولى بالنسبة لأطفالهن، ولكنهن لا يتحملن بمفردهن تبعة معاناة أطفالهن.
التناقض الوجداني الحب الكراهية
تتميز الانفعالات الوجدانية للأم تجاه وليدها بمجموعة من العمليات العاطفية، من أبرزها ما يعرف بالتناقض الوجداني، ومن المهم أن نتوقف عند هذه الحالة، نظراً لأنها تمثل مصدر الكثير من الشعور بالذنب الذي تعيشه الأم وأيضاً مصدر الاتهامات التي توجهها إليها البيئة الاجتماعية (أم أنانية وينقصها الصبر ولو كنت تحبين طفلك لما تصرفت على هذا النحو، وتفضلين عملك على تربية طفلك.... الخ).
ونحن كثيراً ما نميل بشدة إلى إنكار وجود التناقض الوجداني بداخلنا وهذه الظاهرة ملحوظة جداً في علاقة الأم تجاه طفلها،كيف نستطيع أن ندرك كيف للأم وهي التي يمثل وليدها أهم شخص لها في العالم أن تكون سبباً في رفضه؟
ويظل التناقض الوجداني هو المحصلة اللازمة لبقاء الطفل والأم ولانفصالهما بشكل نسبي في المستقبل، وإذا لم توجد هذه الازدواجية العاطفية ما استطاع كل من الأم والطفل الخروج من الاندماج الذي يوحدهما، وسيصبح هذا الاندماج قاتلاً.
وتتخطى الأم بالتأكيد تناقضها الوجداني تجاه طفلها لكن في مقابل شعورها بالذنب لأنها لا تشعر أنها أماً مثالية، ومن خلال هذه الظاهرة نستطيع أن نفهم، ونفسر الكثير من وقائع قتل الأطفال والتعذيب الجسدي في حالات الأمهات المرضى.
ويكون دفاع الأم عن الطفل من خلال حمايته ورعايته بشكل شخصي دون أن تترك صغيرها لأي شخص آخر باستثناء الوالد ، فهو الوحيد الذي يجب عليه أن يلعب دوراً ذا أهمية تجاه ذريته بصفته سيكون له حق الكلمة واتخاذ القرار فيما يتعلق بمستقبل الطفل، لذا أثناء فترة التطور السريع لدور الأهل فإن الآباء مسؤولون عن هوية الأطفال وسلوكهم، وينتظر من الأمهات اليوم مشاركة أكثر فعالية من الآباء تجاه أطفالهن، مشاركة لها أبعادها التربوية والأخلاقية أكثر مما كان عليه الحال في الماضي.
ولابد من التعريف بالأم الفاضلة والصالحة التي تعايش هذا الجانب من جوانب حياة الأسرة، وقد أجريت أبحاث كثيرة على أدوار الأم و تجربتها التربوية، وقد أعطى المحلل النفسي الإنجليزي الكبير وينكوت D.W.Winnicot وهو أحد رواد علم النفس الحديث حيزاً كبيراً في مؤلفاته لهذا التجربة البسيطة.
هناك ثلاثة عوامل مرتبطة بهذه التجربة، فلتكن تجربة الطفل المعاشة وتجربة الأم ثم تجربة الأب في المقام الثاني، ولنتوقف عند تجربة الأم المعاشة، التي تحت رعايتها ينتقل الطفل من مرحلة عدم التمييز إلى مرحلة البلوغ والتوافق مع الظروف والقدرة على التكيف بشكل مثالي وبطريقة مسئولة في جميع الأحوال، غير أننا نتحدث في كثير الأحيان عبر وسائل الإعلام عن تجربة الأم المعاشة، وذلك من خلال حديث مثالي، أو درامي قد يصل بهن الأمر إلى أن تنهار الأمهات تحت عبء مسئولياتهن أو شعورهن بالذنب.
ويكون نمو الطفل معقداً حيث إنه يعتمد على عدة عوامل (بيولوجية ونفسية اجتماعية) وأن الأمهات يمثلن بالتأكيد الأهمية الأولى بالنسبة لأطفالهن، ولكنهن لا يتحملن بمفردهن تبعة معاناة أطفالهن.
التناقض الوجداني الحب الكراهية
تتميز الانفعالات الوجدانية للأم تجاه وليدها بمجموعة من العمليات العاطفية، من أبرزها ما يعرف بالتناقض الوجداني، ومن المهم أن نتوقف عند هذه الحالة، نظراً لأنها تمثل مصدر الكثير من الشعور بالذنب الذي تعيشه الأم وأيضاً مصدر الاتهامات التي توجهها إليها البيئة الاجتماعية (أم أنانية وينقصها الصبر ولو كنت تحبين طفلك لما تصرفت على هذا النحو، وتفضلين عملك على تربية طفلك.... الخ).
ونحن كثيراً ما نميل بشدة إلى إنكار وجود التناقض الوجداني بداخلنا وهذه الظاهرة ملحوظة جداً في علاقة الأم تجاه طفلها،كيف نستطيع أن ندرك كيف للأم وهي التي يمثل وليدها أهم شخص لها في العالم أن تكون سبباً في رفضه؟
ويظل التناقض الوجداني هو المحصلة اللازمة لبقاء الطفل والأم ولانفصالهما بشكل نسبي في المستقبل، وإذا لم توجد هذه الازدواجية العاطفية ما استطاع كل من الأم والطفل الخروج من الاندماج الذي يوحدهما، وسيصبح هذا الاندماج قاتلاً.
وتتخطى الأم بالتأكيد تناقضها الوجداني تجاه طفلها لكن في مقابل شعورها بالذنب لأنها لا تشعر أنها أماً مثالية، ومن خلال هذه الظاهرة نستطيع أن نفهم، ونفسر الكثير من وقائع قتل الأطفال والتعذيب الجسدي في حالات الأمهات المرضى.
ويكون دفاع الأم عن الطفل من خلال حمايته ورعايته بشكل شخصي دون أن تترك صغيرها لأي شخص آخر باستثناء الوالد ، فهو الوحيد الذي يجب عليه أن يلعب دوراً ذا أهمية تجاه ذريته بصفته سيكون له حق الكلمة واتخاذ القرار فيما يتعلق بمستقبل الطفل، لذا أثناء فترة التطور السريع لدور الأهل فإن الآباء مسؤولون عن هوية الأطفال وسلوكهم، وينتظر من الأمهات اليوم مشاركة أكثر فعالية من الآباء تجاه أطفالهن، مشاركة لها أبعادها التربوية والأخلاقية أكثر مما كان عليه الحال في الماضي.